"نماء الخيرية" تفتتح 3 آبار ارتوازية في جمهورية تشاد

افتتحت نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي، أثناء زيارة وفدها إلى جمهورية تشاد، 3 آبار ارتوازية؛ بهدف توفير مياه الشرب للمجتمعات المحلية الفقيرة لأكثر من 7500 شخص إضافة إلى توفير المياه إلى الدواب.

وفي هذا الصدد، قال وليد البسام، مدير إدارة العمليات والتمكين في نماء الخيرية: إن هذه الآبار تأتي انطلاقاً من إيمان نماء الخيرية بأهمية توفير المياه النظيفة للمحتاجين لها في هذه المناطق الفقيرة، حيث تم إجراء دراسات للمناطق الأكثر احتياجاً، وهي القرى الأكبر في عدد السكان والأقل حظاً من الخدمات، ثم تم التنسيق مع المقاولين المعتمدين والمتخصصين في أعمال حفر الآبار، مع الحرص على ضمان الجودة واستمرارية النتائج، فبعض الآبار قد تنقطع فائدتها بعد أشهر من حفرها بسبب نقص الصيانة، أما الآبار التي تم حفرها فهي تتسم بالعمق الكبير وتم تبطينها بمواد عالية الجودة، مما يجعلها تستمر لفترة أطول ويستفيد منها المزيد من الأهالي ومواشيهم.

وأوضح البسام أن القرى التي تم افتتاح فيها الآبار الارتوازية لا يوجد بها مياه، ويسير أهلها إلى قرى مجاورة للحصول على المياه الصالحة للشرب، مؤكداً أهمية هذه الآبار التي تأتي في ظل معاناة الشعب التشادي من أزمة في مياه الشرب لم تسلم منها حتى المدن الكبرى.

وأكد البسام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشَّر من سعى إلى توفير الماء بحفر بئر، أو وقفه سقيا، بالأجر العميم والثواب الكريم، فقال صلى الله عليه وسلم: "من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة"، وسقيا الماء من أفضل الصدقات، وأجلّ القربات، قال سعد بن عبادة رضي الله عنه: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال: "سقي الماء".

وأشار البسام إلى أن هذه المشروعات تهدف إلى محاربة القحط والجفاف والعطش، وتوفير الجهد على كثير من الفقراء والمحتاجين الذين يعانون مشقة كبيرة في البحث عن الماء النقي، والحد من الأمراض الفتاكة الناجمة عن استخدام المياه الملوثة والأمراض المعدية التي تنتقل بواسطة المياه خاصة في موسم الخريف، وأهمها وباء الكوليرا الذي لم تتمكن الدول النامية من القضاء عليه حتى الآن، وهناك عدد كبير من القرى والمناطق خالية تماماً من آبار مياه الشرب، وبعض هذه القرى تبعد عن أقرب بئر بما يصل إلى 10 كيلومترات وبعضها أكثر من ذلك.

ومن جانبه، قال خالد الشامري، مدير الإغاثة في نماء الخيرية: إذا كان الماء شريان الحياة بالنسبة للجميع، فإن الوضع يتعاظم أكثر في المناطق ذات المناخ الصحراوي القاري، حيث درجات الحرارة المرتفعة والاستهلاك المتزايد للمياه.

وأكد الشامري أن الاحتياجات الإنسانية تتزايد في تشاد بسبب 3 أزمات إنسانية متزامنة؛ أزمة سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، وحالة الطوارئ الصحية، وأزمة نزوح مدفوعة بالنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية.

وتابع الشامري: وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، يعاني 4.6 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ويحتاج أكثر من 4 ملايين طفل دون سن الخامسة ونساء حوامل ومرضعات إلى مساعدة غذائية هذه السنة، ولا يحصل 1.7 مليون شخص على خدمات صحية بشكل منتظم.

وقد أعرب قطاع عريض من السكان التشاديين، وخاصة المحتاجين إلى مياه الشرب في المناطق المستفيدة، عن سعادتهم بهذا العمل الجليل الذي يوفر لهم أهم مقومات الحياة، معربين عن شكرهم لنماء الخيرية على ما تقوم به من أنشطة إنسانية لصالح مختلف المناطق التشادية، وقد عبر بعضهم عن الفخر والاعتزاز بالصورة الطيبة التي تقدمها المؤسسات الخيرية العاملة في البلاد وعلى رأسها نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي.